هبيرة عزل سعيداً عن خراسان، فقدم به عليه واسطاًفحسبه وعذّبه، حتى قدم خالد فأكرمه. فلم يقدر سعيد أن يلحقه، فلم يزل في أثره حتى بلغ الشّام وقد قدم ابن هبيرة، واجتمع إليه قيس، فقال: أشيروا عليّ، من أستجير؟ فقيل له: أمّ حكيم بنت يحيى امرأة هشام. فقال: امرأةً! لو اغتسلت رضيت. فقالوا: عليك بأبي شاكر مسلمة مع ما بينك وبينه، فإنه لا يسلمك أبداً. قال: نعم. فتوجّه إليه ومعه القيسيّة؛ فلمّا رآهم مسلمة وسمع كلامهم انطلق إلى هشام فكلّمه فيه فأمّنه على أن يؤدّي كلّ ما اختانه. فأدّاه.
قال خليفة: مات ابن هبيرة وهو ابن نيف وخمسين سنة.
عمر بن يحيى بن الحارث الذّماريّ
حدّث عن أبيه، بسنده إلى عمرو بن عنبسة السّلميّ، قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: من تابعك على هذا الأمر؟ قال:" حرّ وعبد ". قال: قلت: فأيّ الأعمال أفضل؟ قال:" الصّبر والسّماحة وحسن الخلق ". فقلت: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال:" الفقه في دين الله، والعمل في طاعة الله، وحسن الظنّ بالله ". قلت: فأيّ المسلمين أفضل؟ قال:" من سلم المسلمون من لسانه ويده ". قلت: فأيّ العمل أحبّ إلى الله عزّ وجلّ؟ قال:" إطعام الطّعام، وإفشاء السّلام، وطيب الكلام ". قلت: فأيّ الصّلاة أفضل؟ قال:" الصّلاة لوقتها، وطول القنوت، وحسن الرّكوع والسّجود ".