إبراهيم بن أيوب الحورانيّ لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومئتين، يوم الأحد.
إبراهيم بن أيّوب
حكى عن الأوزاعي أنه قال في كتاب له: اتقوا الله معشر المسلمين، واقبلوا نصح النّاصحين، وعظة الواعظين، واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعن من تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلّهم مبطلون، أفّاكون، آثمون، لا يرعوون، ولا ينظرون، ولا يتّقون، ولا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون، ويقولون ما لا يعلمون في سرد ما يذكرون وتسديد ما يفترون؛ والله محيط بما يعلمون. فكونوا لهم حذرين، منهم هار بين، رافضين، مجانبين؛ وإنّ علماءكم الأوّلون، ومن صلح من الآخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون؛ واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين، ولدينه هادمين، ولعراه ناقضين موهنين، بتوقير المبتدعين والمحدثين؛ فإنه قد جاء في توقيرهم ما تعلمون، وأيّ توقير لهم أو تعظيم اشدّ من أن تأخذوا منهم الدّين، وتكونوا بهم مقتدين، ولهم مصدّقين موادعين، مؤالفين، معينين لهم بما يصنعون، على استهواء من يستهوون، وتأليف من يتالّفون من ضعفاء المسلمين، لرأيهم الذي يرون، ودينهم الذي يدينون؛ وكفى بذلك مشاركةً لهم فيما يفعلون.
[إبراهيم بن بحر]
حدّث عن أحمد بن أبي الحواريّ، قال: جاء رجل من بني هاشم إلى عبد الله بن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدّثه؛ فقال الهاشمي لغلامه: يا غلام، قم؛ أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدّثنا.
فلّما قام الهاشميّ ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، قال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدّثني، وترى أن تمسك بركابي! فقال له ابن المبارك: رأيت أن أذلّ لك بدني ولا أذلّ لك حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.