ودخل عليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخبرها بما ربحوا في وجههم، فسرت بذلك، فلما دخل عليها ميسرة أخبرته بما رأت، فقال ميسرة: قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام، وأخبرها بما قال الراهب نسطور، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع.
وقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتجارتها، فربحت ضعف ما كانت تربح، وأضعفت له ضعف ما سمت له.
[ميسرة بن مسروق العبسي]
أحد الفرسان المشهورين، شهد يوم اليرموك وهو شيخ مسن وكان ذا صلاح.
يقال: إنه له صحبة ووفادة على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روي عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
قال ميسرة: قدمت بصدقة قومي طائعين ونحن على الإسلام لم نبال، وما بعث علينا أحد، حتى أدخلتها على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فجزاني وجزى قومي خيراً، وعقد لنا لواء وقال: سيروا مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة، وأوصى بنا خالداً، فكنا إذا زحفت الزحوف نأخذ اللواء فنقاتل به بأبانين واليمامة ومع خالد بالشام، لقد نظر إلي خالد بن الوليد يوم اليرموك فصاح بأبي عبيدة بن الجراح: ادفع رايتك إلى ميسرة، ففعل ففتح الله علي.
حدث وابصة العبسي عن أبيه قال: جاءنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى، فوقف علينا يدعونا إلى الإسلام، فلم يستجب له منا أحد، فقال ميسرة بن مسروق: ما أحسن كلامك وأنوره، ولكن قومي يخالفونني، وإنما الرجل بقومه.