أبو جعفر الكاتب كان يكتب للمعتز في خلافة ابنه المتوكل، وقدم معهما دمشق. ثم استوزره المعتز بعد ذلك، وكان ضابطاً لأموره جزلاً موصوفاً بالذكاء. ثم نفاه المستعين سنة ثمان وأربعين إلى حلب. وولي ديوان الخراج للمتوكل والمنتصر. وكان ولي في أيام المستعين خراج أنطاكية.
قال أحمد بن إسرائيل: صرت يوماً إلى عبد الله بن يحيى بن خاقان، فلما صرت في صحن الدار رأيته مضطجعاً على مصلاه مولياً ظهره باب مجلسه، فهممت بالرجوع، فقال لي الحاجب: ادخل فإنه منتبه، فلما سمع حسي جلس فقلت: حسبتك نائماً! قال: لا، ولكني كنت مفكراً. قلت: في ماذا أعزك الله؟! قال: فكرت في أمر الدنيا وصلاحها في هذا الوقت واستوائها ودرور الأموال وأمن السبل وعز الخلافة، فعلمت أنها أمكر وأنكر وأغدر من أن يدوم صفاؤها لأحد. قال: فدعوت له وانصرفت. فما مضت أربعون ليلة منذ ذلك اليوم حتى قتل المتوكل ونزل به من النفي ما نزل.
قال أبو الحسين محمد بن القواس قال:
ضرب أحمد بن إسرائيل وأبو نوح عيسى بن إبراهيم على باب العامة بالسياط كل واحد منهما خمس مئة، وحملا إلى منزل محمد بن علي السرخسي فمات أحمد بن إسرائيل في الطريق سنة خمس وخمسين ومئتين، ومات عيسى بن إبراهيم في دار السرخسي.
[أحمد بن إسماعيل بن القاسم]
ابن عاصم أبو جعفر وقيل أبو بكر الصدفي المصري العطار الحافظ دخل دمشق وسمع بها.