البغدادي، المعروف بحامل كفنه حدث عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم، بسنده إلى علي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" لا طاعة لبشرٍ في معصية الله عز وجل ".
وحدث حامل كفنه بدمشق عن عبيد الله بن محمد الوراق، قال:
كان بالرملية رجل يقال له عمار، وكانوا يقولون أنه من الأبدال، فاشتكى البطن، فذهبت أعوده، وقد بلغني عنه رؤيا رآها؛ فقلت له: رؤيا حكوها عنك؛ فقال لي نعم، رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم، فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالمغفرة؛ فدعا لي، ثم رأيت الخضر بعد ذلك فقلت: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله وليس بمخلوق فقلت: فما تقول في النبيذ؟ قال: انه عنه الناس؛ قال: فقلت: هو ذا أنهاهم وليس ينتهون؛ فقال: من قبل منك يقبل ومن لم يقبل فدعه؛ فقلت: ما تقول في بشر بن الحارث؟ قال: مات بشر بن الحارث يوم مات وما على ظهر الأرض أحدٌ أتقى لله منه؛ قلت: فأحمد بن حنبل؟ فقال لي: صديق؛ قلت له: فحسين الكرابيسي؟ فغلظ في أمره؛ فقلت: فما تقول في خالتي؟ فقال لي: تمرض وتعيش سبعة أيام ثم تموت؛ فلما أن ماتت قلت: حقت الرؤيا؛ فلما كان بعد رأيته فقلت له: كيف صار مثلك يجيء إلى مثلي؟ فقال لي: ببرك والديك وإقالتك العثرات.
كان هذا المعروف بحامل كفنه توفي، وغسل، وكفن، وصلي عليه، ودفن؛ فلما كان في الليل جاءه نباش فنبش عنه، فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعداً، فخرج النباش هارباً منه، فقام وحمل أكفانه وخرج من القبر، وجاء إلى منزله؛ وأهله يبكون، فدق الباب عليهم، فقالوا: من أنت؟ فقال: أنا فلان فقالوا له: يا هذا لا يحل لك أن