المسلمين، وأنصاف مساجدهم، وقد عاهدهم على ذلك من هو أفضل منه من أهل دينه، فلم يستطع نقضه فقال: من يبيعني نفسه، فتجدون هذا البائس انتدب لذلك، ولم يأخذ لنفسه ثمنها؟ فوجهه وأمره بما سمعتم لتستحلوا قتله ويستحل هو بذلك قتل من بالشام من النصارى، وهدم كنائسهم. قال الغساني: والله ما علمت ما أراد معاوية إلا تلك الساعة. قالوا: أيها الملك، ما تصنع به؟ قال: نحسن جائزته، ونرد جواب كتبه، فما أتت على معاوية إلا ثمانية وأربعون ليلة حتى عاد الغساني، فلما رآه معاوية قال: أفلت وانحص الذنب. قال: يا أمير المؤمنين، عرضتني للقتل. قال: أما والذي لا إله إلا هو، لو قتلك ما تركت فيما بين العريش إلى الفرات نصرانياً إلا قتلته، ولا كنيسة إلا هدمتها، ولكن اللعين كان أوفى بالذمة.
[رجل لقب أم عمار]
خطب معاوية وهو خليفة فقال في خطبته، ولم يتم البيت لأنه كان على المنبر: من الطويل
إذ الناس ناس والزمان بغرة
وأعاده ولم يتم البيت، فظن بعض العامة أنه أشكل عليه البيت، وأنه يريد من يتممه له. فقام وقال:
وإذ أم عمار صديق مساعف
فقال له: اسكت يا أم عمار، ما أردنا هذا منك. قال: فبقي عليه لقباً، فكان إذا مر بالصبيان صاحوا: يا أم عمار يا أم عمار، حتى رمي بالآجر.