دمشق، فوثب إلينا نحو المئة من أهل الجامع يريدون ضربنا. وأخذ واحد منهم يلحقني، فجاء بعض الشيوخ إلي، وكان قاضياً، في الوقت، فخلصوني من أيديهم، وعلقوا أبا بكر الطائي فضربوه، وعملوا على أنهم يسوقونه إلى الشرطة في الخضراء، فقال لهم أبو بكر: يا سادة إنما كنا في فضائل علي، وأنا أخرج لكم غداً فضائل معاوية أمير المؤمنين. واسمعوا هذه الأبيات التي قلتها وأنشأ يقول بديهاً: من السريع
حب عليٍّ كله ضرب ... يرجف من خيفته القلب
فمذهبي حب إمام الهدى ... يزيد والدين هو النصب
من غير هذا قال فهو امرؤ ... مخالفٌ ليس له لب
والناس من ينقد لأهوائهم ... يسلم وإلا فالقفا نهب
فخلوه وانصرفوا.
قال أبو سليمان: فقال لي الطائي: والله، لاسكنت دمشق، ورحل منها إلى حمص.
قال أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني: رأيت أحمد بن سعيد الطائي شيخاً كبيراً في مجلس أبي الحسن الأخفش سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.
وله شعر منه قوله: من المديد
كيف تحوي دقة الفكر ... من حكته صورة القمر
رق حتى خلته ملكاً ... خارجاً عن جملة البشر
فعيون الوهم تجرحه ... بخفي اللحظ والنظر
[أحمد بن أبي السفر]
ويقال ابن أبي العسر قال أحمد بن أبي السفر: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: من أكل كراث بقل المائدة لم تقربه الملائكة سبعة أيام. ومن أكل الثوم لم تقربه الملائكة أربعين يوماً.