شاعر. كان عند عبد الملك بن مروان، فدخل أبو الأسود الدؤلي وكان أحول، دميماً قبيح المنظر فقال له عبد الملك يمازحه: يا أبا الأسود، لو علقت عليك عوذة تدفع عنك العين، فقال: إن لك جواباً يا أمير المؤمنين، وأنشد: من البسيط
أفنى الجديد الذي جاريت جدته ... كر الجديدين من آت ومنطق
لم يتركا لي في طول اختلافهما ... شيئاً أخاف عليه لذعة الحريق
ولئن كانت أبلتني السنون، وأسرعت إلي المنون، لما أبليت ذلك إلا في موضعه، وكنت يوم كنت فيه إلى الآنسات البيض أشهى منك إليهن في يومك هذا؛ على عجبك بنفسك، وإني اليوم لكما قال امرؤ القيس: من البسيط
أراهن لا يحببن من قل ماله ... ولا من رأين الشيب فيه قوسا
ولقد كنت كما قال: من الطويل
يرعن إلى صوتي إذا ما سمعنه ... كما ترعوي عيظ إلى صوت أعيسا
فقال له عبد الملك: قاتلك الله من شيخ ما أعظم همتك! عيظ: جمع عيظاء، الناقة الطويلة العنق. والأعيس: فحل أبيض تعلوه الشقرة.