للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من السلب. قال عوف: فأتيته، فقلت: يا خالد، أما علمت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته قال عوف: فقلت: لتردنه أو لأعرفنكها عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فأبى أن يرده عليه. قال عوف: فاجتمعنا، فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خالد ما صنعت؟ قال: يا رسول الله، استكثرته. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رد عليه ما أخذت منه. فقلت: دونك يا خالد، ألم أقل لك؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما ذلك؟ فأخبرته، فغضب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: يا خالد، لا ترد عليه، هل أنتم تاركو لي أمرائي، لكم صفوة أمرهم، وعليهم كذره.

[رجل شهد يوم مؤتة]

لما كان يوم مؤتة برز رجل كافر من قضاعة، يشتم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبرز إليه رجل من المسلمين فقال: يا هذا، أنا فلان بن فلان وأمي فلانة وأنا من بني فلان فسبني وسب والدي وسب عشيرتي، واكفف عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكأنما أغراه. فقال المسلم: لتنتهين أو لأرجلنك بسيفي. فلم ينته. فشد عليه المسلم بسيفه فضربه، وضربه القضاعي فقتله. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عجبت لرجل نصر الله ورسوله بالغيب وألفى ربه متكئاً فجلس له. قال: فأسلم ذلك القاتل، فكان يسمى الرجيل. قال: هذا منقطع، ومعناه إن صح أن الله تبارك وتقدس، تلقاه بالإكرام كما يفعل من قدم عليه من يجله ويكرمه، تعالى عن صفات الأجسام.

<<  <  ج: ص:  >  >>