[محمد بن هاشم أبو بكر الموصلي]
الشاعر المعروف بالخالدي من أهل قريةٍ بالموصل تسمى الخالدية، وهو أخو أبي عثمان سعيد بن هاشم الشاعر؛ ومحمد الأكبر منهما، وهما شاعران محسنان متوافقان في الصحبة، متشاركان في النظم، وكانا من خواص شعراء سيف الدولة بن حمدان.
فمن شعر محمد في دير مران، وزعم السري بن أحمد الرفاء الموصلي أن الشعر لكشاجم، وأن الخالدي سرقه منه: من البسيط
محاسن الدير تسبيحي ومسباحي ... وخمره في الدجى صبحي ومصباحي
أقمت فيه إلى أن صار هيكله ... بيتي ومفتاحه للحسن مفتاحي
منادماً في قلاليه رهابنه ... راحت خلائقهم أصفى من الراح
قد عدلوا ثقل أديانٍ ومعرفةٍ ... فيهم بخفة أبدانٍ وأرواح
ووشحوا غرر الآداب فلسفةً ... وحكمةً بعلومٍ ذات إيضاح
في طب بقراط لحن الموصلي وفي ... نحو المبرد أشعار الطرماح
ومنشدٌ حين يبديه المزاح لنا ... ألمع برقٍ ترى أم ضوء مصباح
وكم حثثت إلى حاناته وغدا ... شوقي يكاثر أصواتاً بأقداح
حتى تخمر خماري بمعرفتي ... وصيرت ملحي في السكر ملاحي
يا دير مران لا تعدم ضحىً ودجىً ... سجال غيثٍ ملث الودق سحاح
إن تفن كأسك أكياسي فإن بها ... يفل جيش همومي جيش أفراحي
وإن أقم سوق إطرابي فلا عجبٌ ... هذا بذاك إذا ما قام نواحي
وكان السري يتعصب على الخالديين، ويهجوهما وبنسب إليهما سرقات شعره وشعر غيره.