ويقال: ابن الحرام - العبسي من وجوه أهل دمشق. شهد صفين مع معاوية، وكان أحد شهوده في صحيفة صلحه مع علي على تحكيم الحكمين.
كتب عثمان إلى معاوية سنة ست وعشرين: أن أغز الروم رجلاً حازماً أريباً ذا سن وحنكة، فأغزى يزيد بن الحر، وكان من خيار المسلمين، وعقد له على الصائفة فغزا.
لما بلغ معاوية مسير علي إليه سار معاوية نحوه، وعبأ عساكره. فلما فرغ من التعبئة، ووضع الناس مواضعهم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس، والله ما أصبت الشام إلا بالطاعة، ولا أضبط حرب العراق إلا بالصبر، ولا أحايد أهل الحجاز إلا باللطف، وقد تهيأتم، وسرتم لتمنعوا الشام، وتأخذوا العراق، وسار القوم ليمنعوا العراق ويأخذوا الشام، لعمري ما للشام رجال العراق ولا أموالها، ولا للعراق صبر أهل الشام ولا بصائرها، مع أن القوم بعدهم أعدادهم، وليس بعدكم غيركم، فإن غلبتموهم لم تغلبوا إلا من أتاكم، وإن غلبوكم غلبوا من بعدكم، والقوم لاقوكم بكيد أهل العراق، ورقة أهل اليمن، وبصائر أهل الحجاز، وقسوة أهل مصر، وإنما ينصر غداً من أبصر اليوم، فاستعينوا بالله، واصبروا " إن الله مع الصابرين ".