والديك حي؟ قلت: لا، قال: ألك أخ أكبر منك؟ قلت: نعم، قال: اتق الله وبره ولا تقطعه، وكان بيني وبين يزيد أخي شيء.
توفي يزيد بن حازم سنة سبع، أو أول سنة ثمان وأربعين ومئة.
[يزيد بن حجية بن عبد الله]
ابن خالد بن حجية بن عبد الله بن عائذ شهد صفين مع علي، وكان أحد الشهود في كتاب الصلح، وكان من أصحاب علي، واستعمله على الري فجمع مالها، واحتمله، وقدم به الكوفة، فبلغ علياً، فسأله عن المال فجحده، فدفعه إلى مولاه سعد، فحبسه، فوثب يزيد على سعد فأدرجه في عباءة وهرب، فبعث علي في طلبه زياد بن خصفة، فبلغ هيت، ففاته، فرجع، فقال يزيد بن حجية:
خدعت سعيداً وارتمت بي مطيتي ... إلى الشام واخترت الذي هو أفضل
وغادرت سعداً مدرجاً في عباءة ... وسعد عبام مستهام مضلل
منها:
ولما وردت الشام أحببت أهله ... لأني بحب الصالحين موكل
وأحببتهم من حب عثمان إنه ... إمام الهدى الوالي الذي هو أعدل
وأبلغ علياً أنني من غدوه ... سأسعى مع الساعي عليه وأرحل
وقالوا علي ليس يقتل مسلماً ... فمن ذا الذي يسحي الرقاب ويقتل
أراق دماء المسلمين كأنما ... جرى بدماء الناس في القاع جدول
وقال في زياد بن خصفة أبياتاً. وأتى الرقة، فنزلها، وكتب إلى معاوية يستأذنه في القدوم عليه، فكتب إليه يأذن له. ويمنيه. فارتحل إلى الشام وقال: