قال محمد السنبلاني: أتيت أنس بن مالك، فقلت: أنت آخر من بقي من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال: قد بقي قوم من الأعراب فأما من أصحابه فأنا آخر من بقي.
قال أبو نعيم: مات جابر بن زيد وأنس سنة ثلاث وتسعين في جمعة.
وقال أحمد بن حنبل: مات أنس بن مالك وجابر بن زيد في جمعة في سنة ثلاث وتسعين، وصلى على ابن مالك قطن بن مدرك الكلابي.
[أنس الجهني]
له صحبة على ما قيل، نزل الشام، وكان بدمشق عند مرض أبي الدرداء.
قال أنس: دخلت على أبي الدرداء أعوده في مرضه، فقلت: يا أبا الدرداء إنا نحب أن تصح فلا تمرض، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن المليلة والصداع يولعان بالمؤمن، وإن ذنبه مثل جبل أحد، حتى لا يدعا عليه من ذنبه مثقال حبة من خردل ".
وروى يونس بن محمد بسنده عن أنس، قال يونس: وكان من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اركبوا هذه الدواب سالمة، وايتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي ".
وروى هذا الحديث معاذ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم رواحل، فقال لهم:" اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركبة خير من راكبها، وأكثر ذكراً لله عز وجل منه ".