ابن عبد الرحمن بن سعيد بن خالد بن صهيب بن طليب بن البخيت بن علقمة بن الصبر أبو علي بن أبي العجائز الأزدي المعدل حدث ابن أبي العجائز بسنده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من آية أو سورة أوتيها رجل ثم نسيها.
حدث محمد بن قدامة قال: أتينا باب سفيان بن عيينة فحجبنا عنه، قال: فجلسنا على بابه، فلم نشعر إلا بخادم الرشيد هارون، يقال له حسين جاء في طلبه، فأخرجه، فقمنا إليه فقلنا: يرحمك الله، أما أهل الدنيا فيصلون إليك، وأما نحن فلا نصل إليك، قال: قد وجدتم مقالاً فقولوا: لا افلح ذوعيال، ثم أنشأ يقول: البسيط
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ... ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
ثم التفت إلينا فقال: يا أصحاب الحديث، تركتم الطواف وجئتم؟ قلنا: أصلحك الله قد طفنا، ولسنا نترك حظنا منك، قال: ما مثلي ومثلكم إلا كمثل إخوة يوسف إذ قالوا: اقتلوه وكونوا من بعده قوماً صالحين ثم قال: يا أصحاب الحديث، بم تشبهون حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما شغل عبدي ذكري عن مسألتي إلا أعطيته أفضل ما أعطي السائلون؟ قلنا له: تقول يرحمك الله، قال: بقول الشاعر: مجزوء الكامل
وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله ... وكفاك مكروه السؤال
توفي ابن أبي العجائز في المحرم سنة تسع وعشرين وأربع مئة.