وأفضل جزاء من هذه، فقالوا: حدثنا عنها، ما كان من أمرها؟ قال: إني نهيت عن ذلك. قال: فقالوا: إنا لم نسألك عن شيء، وإنما هذا شيء جئت به أنت. قال: فحدثهم قال: كان في بني إسرائيل قاض عدل، كانت له امرأة، وكان له منها ابنان، وكانت تسفر بيته وتهيئ له طعامه، فإذا فرغ دخل مع أصحابه فأطعمهم. قال: فتردى ابناه ذات يوم في بئر، فأخرجتهما وقد ماتا. قال: فأدخلتهما المخدع، ثم سجتهما بثوب، فلما دخل طعم هو وأصحابه، ثم تطيبت له، فأصاب منها، ثم قال: أين ابناي؟ فقالت: في المخدع. قال: فدخل فأخذ بيد أحدهما، قال: قم يا بني. فقام، ثم أخذ بيد الآخر فقال: قم يا بني، فلما خرج قالت له امرأته: أي امرأة أنا عندك؟ قال: ما أعلم امرأة تكون أفضل منك. قالت: فإنهما كانا ماتا. قال: هي شكيمة شكمتها بصبرك.
[نسوة متعبدات]
كن يصحبن أم الدرداء. قال يونس بن حلبس: كنا نحضر أم الدرداء، ويحضرها نساء متعبدات يقمن الليل كله، حتى إن أقدامهن انتفخت من القيام. وكانت أم الدرداء تؤتى بألوان الطعام، فكلما جيئت بقصعتين صبتها على الأخرى وتقول: صبوا البركة بعضها على بعض.
[امرأة مخزومية ويقال زهرية]
لما سير ابن الزبير بني أمية إلى الشام كانت فيهم امرأة من بني مخزوم ناكح في بني أمية، فمرت بسوق الصفارين بدمشق، فسمعت رجلاً ينشد شعر أبي قطيفة: من الطويل