الحجاج فأوفدهما إلى عبد الملك، فأعطى كل واحد منهما خمس مئة دينار، وفرض لكل واحد منهما في كل سنة مئتي دينار.
[حبيب المؤذن]
كان يؤذن في مسجد سوق الأحد.
حدث حبيب المؤذن في مسجد ابن أبي الخليل في سوق الأحد، عن أبي زياد الشعباني وأبي أمية الشعباني قالا: كنا بمكة فإذا رجل في ظل الكعبة، فإذا هو سفيان الثوري، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في الصلاة في هذه البلدة؟ قال: بمئة ألف صلاة. قال: ففي مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: بخمسين ألف صلاة. قال: في مسجد بيت المقدس؟ قال: بأربعين ألف صلاة. قال: في مسجد دمشق؟ قال: بثلاثين ألف صلاة.
[حبيش بن دلجة القيني]
أحد وجوه أهل الشام. شهد صفين مع معاوية، وكان على قضاعة الأردن يومئذ، وولاه يزيد بن معاوية على أهل الأردن، يوم وجههم إلى الحرة من زيزا - قرية من قرى البلقاء من كورة دمشق - وكان في أهل الشام جليلاً، وكان قد قدم عند مروان قدم صدق، فدخل به يوماً على مروان وكان يجلسه على السرير معه، فرأى روح بن زنباع في موضعه من السرير معه، فأمر حملته ألا يضعوه وقال: إن رددتم علينا موضعنا وإلا انصرفنا عنكم. قال مروان: مهلاً فإن لأبي زرعة مثل سنك، وبه مثل علتك - يعني النقرس - فقال حبيش: أوله مثل يدي عندك؟ قال: وله مثل يدك عندي، إلا أن يده غير مكدرة بمن. قال: إني لأظنك يا مروان أحمق. قال: أظن أيها الشيخ ظننته أم يقين استيقنته؟ قال: بل ظن ظننته. قال: فإن أحمق ما يكون الشيخ إذا أعجب بظنه.