قال خليفة: أخذ عبد الله بن علي حين دخل دمشق يزيد بن معاوية بن مروان وعبد الله بن عبد الجبار بن يزيد فبعث بهما إلى أبي العباس فصلبهما، وقيل: إن المصلوب عبد الجبار بن يزيد، وقيل: إن عبد الجبار وأخاه الغمر ابني يزيد قتلا بنهر أبي فطرس.
[عبد الجبار بن يزيد الكلبي]
كان دليل بني المهلب حين هربوا من السجن بالعراق، ولحقوا بالشام.
ذكر الدينوري في كتاب الأنواء قال: وممن شهد بصدق الأمر عبد الجبار بن يزيد الكلبي، دليل بني المهلب، وكانوا مختبئين بلعلع، فهربوا، فلحقوا بالشام فنكب بهم عبد الجبار جواد الطريق، وتتبع معامي الأرض، فتحير يوماً وهو بالسماوة فارتبك، فاتهمه يزيد وأراد قتله، فقال له عبد الجبار: أنت على قتلي إذا شئت قادر، ولكن دعني أنم نومة، فنام، فانتبه، وقد تجلت حيرته، فسمت بهم السمت المصيب حتى نفذ، فقال: الطويل
ورهطٍ من أبناء الملوك هديتهم ... بلا علم بادٍ ولا ضوء كوكب
ولا قمرٍ إلا ضئيل كأنه ... سوار جناه صائغ السور مذهب
على كل حرجوجٍ كأن ضلوعها ... إذا حل عنها الكور أعواد مشجب
قال أبو حنيفة: قوله: ولا ضوء كوكب يعني أن الكواكب غمت بالقتام فهداهم بالقمر، ثم أخبر أن القمر أيضاً ضئيل أصغر لما دونه من القتام فكأنه في تلك الحال سوار مذهب.