أبو حفص الأسيّديّ التّميميّ، البصريّ أحد الفصحاء، ولي هو وأبوه من قبله شرطة البصرة للحجّاج بن يوسف، ووفد على هشام بن عبد الملك.
قال أبو عمر يزيد عن عمير لبنيه: اعلموا أنه إن كان عند أحدكم مئة ألف لهو أعظم في عيون بني تميم منه لو قسمها فيهم، ولأن يقال لأحدكم: شحيح، وهو غنيّ خير من أن يقال له: سخيّ، وقد ذهب ماله؛ ولأن يقال لأحدكم: هو جبان، وهو حيّ خير من أن يقال: شجاع، وقد قتل؛ ويا بنيّ تعلّموا الرّدّ فوالله لهو أشدّ من الإعطاء.
عن يونس، قال: أتى جرير عمر بن يزيد الأسيّديّ وهو على شرط البصرة طالب حاجة، فتقاعس عمر له فقال جرير: من الوافر
أتنسى يوم مسكن إذ تنادي ... وقد أخطأت بالقدم الرّكابا
نكحت إلى بني عدس بن زيد ... فقد برذت خيلهم العرابا
فلو كان النّجيّ بعهد عوف ... تبرأ من أسيّد ثم تابا
وكان عمر انهزم يوم مسكن يوم قاتل الحجّاج عبد الله بن الجارود فأراد أن يركب للهرب، فاعتاض عليه برذ ونه، فجعل يقول: من يعقلني عقله الله؛ فعيّره جرير بذلك.
قال عمر بن يزيد الأسيّدي: دخلت على هشام وعنده خالد بن عبد الله القسريّ، يتكلم ويذكر اليمن، فأكثر في