حدث عن أبيه أيضاً بسنده عن أبي مالك الأشعري قال: بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية، وأمر علينا سعد بن أبي وقاص قال: فسرنا حتى نزلنا منزلاً، فقام رجل فأسرج دابته فقلت له: أين تريد؟ فقال: أريد أتعلف، فقلت له: لا تفعل حتى نسأل صاحبنا، وأتينا أبا موسى الأشعري، فذكرنا ذلك له فقال: لعلك تريد أن ترجع إلى أهلك قال: لا. قال: انظر ما تقول. قال: لا. قال: فامض راشداً.
قال: فانطلق فغاب ثلاثاً، ثم جاء، فقال له أبو موسى: لعلك زرت أهلك قال: لا، قال: انظر ما تقول، قال: نعم، قال أبو موسى: فإنك سرت في النار إلى أهلك، وقعدت في النار، وأقبلت في النار، استقبل.
[حميد بن هشام]
أبو هشام العنسي الداراني قال حميد: قلت لأبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية: يا عم لم تشدد علينا؟ وقد قال الله عز وجل في كتابه:" يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم " قال: اقرأ، فقرأت:" وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب، ثم لا تنصرون ". قال: اقرأ، فقرأت " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون. أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، وإن كنت لمن الساخرين ". " أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ". فأقمت أياماً ثم قرأ ما يتلو هذا " بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين "، فقلت له: يا عم، قد قال الله تعالى:" بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين " فأنا بحمد الله ونعمته لم أكذب بآيات الله ربي، ولا استكبرت