حكى المصنف عنه ما يدل على سوء أدبه وقلة احترامه للأئمة، مما دعاه إلى هجره، ثم قال: وكان سيء الاعتقاد؛ يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها، بلغني أنه قال يوماً في سوق باب الأزج:" يوم يكشف عن ساق " فضرب على ساقه وقال: ساق كساقي هذه! وبلغني عنه أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله: " ليس كمثله شيء " أي في الإلهية، فأما في الصورة، فهو مثلي ومثلك، فقد قال الله تعالى:" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء " أي في الحرمة، لا في الصورة.
وسألته يوماً عن مذهبه في أحاديث الصفات، فقال: اختلف الناس في ذلك؛ فمنهم من تأولها، ومنهم من أمسك عن تأولها، ومنهم من اعتقد ظاهرها. ومذهبي أحد هؤلاء الثلاثة مذاهب. وكان يفتي على مذهب داود.
توفي أبو عامر سنة أربع وعشرين وخمس مئة، ودفن بباب الأزج، وكنت إذ ذاك ببغداد ولم أشهده.
[محمد بن سعد بن عبد الله]
ابن الحسن بن محمد بن علي ابن سعد بن نصر بن عصام بن علكوم بن حبيب بن سويد بن عوف ابن ياسرة بن سواد بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عبد الله البغدادي