للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إن يحيى رئي في المنام فقيل له: إلى أي شيء صرت؟ قال: إلى الجنة، قيل له: إلى الجنة؟! قال: نعم، إني رأيت رب العزة جل وعز فقال لي: يا يحيى، لولا شيبتك لعذبتك، فقلت: يا رب، حدثني عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك عن محمد نبيك عن جبريل أنك قلت: إني لأستحي أن أعذب أبناء ثمانين.

قال: صدق جبريل، صدق محمد نبيي، صدق أنس بن مالك، صدق قتادة، صدق معمر، صدق عبد الرزاق: إني لأستحي أن أعذب أبناء ثمانين، وكساني حلتين ورداءين وحلة خضراء.

[يحيى بن بختيار بن عبد الله]

أبو زكريا الشيرازي القرقوبي، المعروف بابن كثامة العالمة حدث عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم بسنده إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليعلمه صلاة الحاجة، فأمر أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم، إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه إليك بربك عز وجل في حاجتي هذه لتقضى لي، فاللهم، شفعه في.

قال المقتدر أمير المؤمنين: كنت جالساً بين يدي المؤدب للتعلم إذا دخل صديق له، فبالغ في إكرامه وإعظامه، وأجلسه إلى جانبه فحادثه حتى انتهى به الحديث إلى موضع فقطعه، وأخذ يساره، فأصغيت إليهما لأسمع ما يساره به، فقال لي المؤدب: أيها السيد، ثمانية إن أهينوا فلا يلومن إلا أنفسهم: رجل أتى مائدة لم يدع إليها، والمتآمر على رب البيت في زيه، والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه، والمستخف بحق السلطان، والجالس في مجلس ليس هو له بأهل، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه، وطالب الحوائج من أعدائه، وملتمس البر من اللئام. فإياك والمعاودة إلى مثل ما فعلت.

<<  <  ج: ص:  >  >>