حكى عن جحظة قال: سلمت على بعض الرؤساء - وكان مبخلاً - فلما أردت الانصراف قال: ياأبا الحسن أيش تقول في قطائف بائتة - ولم يكن له بذلك عادة - فقلت ما آبي ذلك، فأحضرني جاماً فيه قطائف قد خمت، فأوجعت فيها وصادفت مني مسغبة، وهو ينظر إلي شزراً، فقال لي: يا أبا الحسن إن القطائف إذا كان بجوز أتخمتك، وإذا كانت بلوز أبشمتك. قلت: هذا إذا كانت قطائف، وأما إذا كانت مصوصاً فلا. وعملت من وقتي أبياتاً: من الطويل
دعاني صديقلٌ لي لأكل قطائفٍ ... فأمعنت فيها آمناً غير خائف
فقال وقد أوجعت بالأكل قلبه ... ترفق قليلاً فهي إحدى المتالف
فقلت له ما إن سمعت بميتٍ ... يناح عليه يا قتيل القطائف
[غزوان]
اجتاز بدمشق.
حدث أنه نزل بتبوك وهو حاج، فإذا رجلٌ مقعد، فسأله عن أمره فقال: سأحدثك حديثاً فلا تحدث به ما سمعت أني حي: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل بنبوك إلى نخلة فقال: هذه قبلتنا. ثم صلى إليها، فأقبلت وأنا غلامٌ أسعى حتى صرت بينه وبينها فقال: قطع صلاتنا قطع الله أثره. قال: فما قمت عليها إلى يومي هذا.