قال المدائني: كان أيمن بن خريم بن فاتك عند عبد العزيز بن مروان بمصر، فدخل عليه نصيب فأنشده مديحاً امتدحه به، فقال لأيمن: نصيبٌ أشعر منك، قال: لا والله، ولكنك طرفٌ ملولٌ فقال: أتقول: إني ملولٌ وأنا أواكلك مذ كذا وكذا وكان بأيمن برصٌ في يده فغضب ولحق ببشر بن مروان فقال: " من الوافر "
ركبت من المقطم في جمادى ... إلى بشر بن مروان البريدا
ولو أعطاك بشرٌ ألف ألفٍ ... رأى حقاً عليه أن يزيدا
قال: ومر به نصيب بالكوفة فقال له: إني تركت غديراً ناضباً وأتيت بحراً زاخراً، وكان بشر لا يؤاكل أيمن، فاشتهى يوماً لبنا وقال للحاجب: اخرج فانظر لي من يأكل معي، فخرج فأدخل أيمن بن خريم، فلما رآه بشر آساه فقال: إني اشتهيت البارحة لبنا فهيئ لي، وأصبحت أنوي الصوم فأتيت باللبن فلما وضع بين يدي ذكرت أني صائم وليس أحد أحق بأكله منك فدونكه.
فلم يلبث أن صفره وكان يغير بياض يده بالزعفران.
[أيمن بن نابل كنيته أبو عمران]
ويقال: أبو عمر المكي الحبشي مولى أبي بكر اجتاز بدمشق حين توجه إلى غزو الروم.
روى أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ناقةٍ صهباء يرمي الجمرة، لا ضرب ولا طرد ولا جلد ولا إليك إليك.