للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال وهب: لمّ فعل بخت نصّر ما فعل، قيل له: كان لهم صاحب يحذّرهم ما أصابهم ويصفك وخبرك لهم، ويخبرهم أنك تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم، وتهدم مساجدهم، وتحرّق كتابهم، فكذبوه واتّهموه وضربوه وقيّدوه وحبسوه؛ فأمر بخت نصّر فأخرج إرميا من السّجن، فقال له: أكنت تحذّر هؤلاء القوم ما أصابهم؟ قال: نعم: قال: فإني علمت ذلك؛ قال: أرسلني الله إليهم فكذّبوني؛ قال: كذّبوك وضربوك وسجنوك؟ قال: نعم؛ قال: بئس القوم قوم كذّبوا نبّيّهم رسالة ربّهم، فهل لك أن تلحق بي فأكرمك وأواسيك؟ وإن أحببت أن تقيم في بلادك فقد أمّنتك؛ قال إرميا: إني لم أزل في أمان الله منذ كنت، ولم أخرج منه ساعة قطّ، ولو أن بني إسرائيل لم يخرجوا منه لم يخافوك ولا غيرك، ولم يكن لك عليهم سلطان.

فلّما سمع بخت نصّر هذا القول منه تركه؛ فأقام إرميا مكانه بأرض إيليا.

أزرق بن قرّة السّبيعيّ

من جند خراسان، وفد على الوليد بن يزيد قبل أن يستخلف، وأخبره بمنام رآه له.

ذكر عليّ بن محمد عن شيوخه قال: قدم السّبيعيّ من التّرمذ أيّام هشام على نصر بن سيّار، فقال لنصر: إني رأيت الوليد بن يزيد في المنام وهو وليّ عهد شبه الهارب من هشام، ورأيته على سرير يشرب عسلاً، وسقاني بعضه.

فأعطاه نصر أربعة آلاف دينار، وبعث به إلى الوليد، وكتب إليه نصر، فأتى الأزرق الوليد فدفع إليه المال والكسوة، فسّر بذلك الوليد، وألطف الأزرق، وجزّى نصراً خيراً، وانصرف الأزرق، فبلغه ققبل أن ينصرف إلى نصر موت هشام، ونصر لا علم له بما صنع الأزرق، ثم قدم عليه فأخبره.

<<  <  ج: ص:  >  >>