ابن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور ابن مرتع أبو أمية الكندي القاضي ويقال: شريح بن شرحبيل ويقال: ابن شراحيل
ويقال: إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن. أدرك سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يلقه. ويقال: بل لقيه. واستقضاه عمر بن الخطاب على الكوفة، وأمّره علي وأقام على القضاء بها ستين سنة. وقضى بالبصرة سنة، وقدم دمشق في ولاية معاوية، وحاكم إلى قاض كان بها.
حدث شريح القاضي قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم أنا، رضوان الله عليهم أجمعين.
حدث قاضي المصرين شريح بعن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله عز وجل يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول: يا بن آدم، فيم أضعت حقوق الناس؟ فيم أذهبت أموالهم؟ فيقول: يا رب، لم أفسده، ولكني أصبت به إما غرقاً وإما حرقاً. قال: فيقول تبارك وتعالى: أنا أحق من قضى عنك اليوم، فترجح حسناته على سيئاته فيؤمر به إلى الجنة.
جاء شريح إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم ثم قال: يا رسول الله، إن لي أهل بيت ذوي عدد باليمن، فقال له جئ بهم، فجاء بهم والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قبض.
قال عطاء بن مصعب: تقدم شريح إلى قاضٍ لمعاوية يطالب رجلاً بحق له، فقال القاضي لشريح: أرى حقك قديماً. قال شريح: الحق أقدم منك ومنه، فقال: إني أظنك ظالماً، قال: ما على ظنك رحلت من العراق. قال: ما أظنك تقول الحق. قال: لا إله إلا الله. قال: فنمي الخبر إلى معاوية فقال: هذا شريح فأمر أن يفرغ من أمره ويعجل رده إلى العراق.
وعاش شريح بن الحارث عشرين ومئة سنة. وعاش عدي بن حاتم عشرين ومئة سنة، وعاش سويد بن غفلة عشرين ومئة سنة.