وعن عمرو بن محمد بن عبد الرحمن البهراني، قالا: قام مروان بن عبد الملك، فقال: يا هؤلاء إنكم خرجتم لجهاد عدوكم، والطلب بدم خليفتكم، وخرجتم مخرجاً أرجو أن يعظم الله به أجركم، ويحسن عليه ثوابكم، وقد نجم لكم منه قرن، وسال إليكم منه عنق، إن أنتم قطعتموه اتبعه ما بعده، وكنتم عليه أجرأ، وكانوا عليكم أهون، ولست أرى المضي إلى دمشق وتخليف هذا الجيش خلفكم، فقال السمط بن ثابت: هذا والله العدو القريب الدار، يريد أن ينقض جماعنكم، وهو ممايل للقدرية.
قال: فوثب الباس على مروان بن عبد الله فقتلوه وقتلوا ابنه، ورفعوا رؤوسهما للناس. وإنما أراد السمط بهذا الكلام خلاف معاوية بن يزيد، فلما قتل مروان بن عبد الله ولو عليهم أبا محمد السفياني، وأرسلوا إلى سليمان بن هشام: آنا آتوك، فأقم بمكانك. فأقام.
قال: فتركوا عسكر سليمان ذات اليسار ومضوا إلى دمشق، وبلغ سليمان مضيهم، فخرج معداً، فلحقهم بالسليمانية - مزرعة لسليمان بن عبد الملك خلف عذراء من دمشق على أربعة عشر ميلاً -.
عن حجاج بن فرافصة، قال: حدثني صاحب لنا يقال له: سفيان، أن مروان بن عبد الله بن عبد الملك سأل صالحاً الحكمي عن القدر، هل ذكر في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: قال: نعم. فقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أمتي لا تزال بخير متمسكة بما هي فيه حتى تكذب بالقدر ".