حدث أن عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة قال لابنه: يا بني، إذا حضرتني الوفاة فاحرفني، واجعل ركبتيك في صلبي، وضع يدك اليمنى على جنبي، أو جبيني، ويدك اليسرى على ذقني، فإذا قبضت فأغمضني، واقصدوا في كفني، فإنه إن يكن لي عند الله خير أبدلني به خيراً منه، وغن كنت على غير ذلك سلبني، فأسرع سلبي، واقصدوا في حفرتي، فإنه إن يكن لي عند الله خير وسع لي فيها، مد بصري، وغن كنت على غير ذلك ضيقها علي حتى تختلف أضلاعي، ولا تخرجن معي امرأة ولا تزكوني بما ليس في، فإن الله هو أعلم بي، وإذا خرجتم بي فأسرعوا في المشي، فإنه إن يكن لي عند الله خير قدمتموني إلى ماهو خير لي، وإن كنت على غير ذلك كنتم قد ألقيتم عن رقابكم شراً تحملونه.
[يحيى بن أبي عمرو زرعة]
أبو زرعة السيباني، ابن عم الأوزاعي الفقيه حدث عن ابن الديلمي بسنده إلى عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان مسجد بيت المقدس سأل الله حكماً يصادف حكمه، وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، ولا يأتي هذا المسجد أحد، لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما اثنتان فقد أعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة.
قال أبو زرعة السيباني: خرجت مع أبي، وأناس معنا إلى أبي الدرداء نعوده، فوجدناه مولياً وجهه إلى الحائط، ووجدنا أم الدرداء عند رأسه، فقال لها القوم: كيف بات أبو الدرداء؟ قالت: بات بأجر، قال: فحول وجهه إلينا وقال: ليس القول على ما قالت فوجم