قتلت صناديد الرجال ولم أدع ... عدواً ولم أمهل على ظنةٍ خلقا
وأخليت دار الملك من كل نازعٍ ... فشردتهم غرباً وشردتهم شرقا
فلما بلغت النجم عزاً ورفعةً ... وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا
رماني الردى سهماً فأخمد جمرتي ... فهأنذا في حفرتي عاجلاً ألقى
ولم يغن عني ما جمعت ولم أجد ... لذي ملك الأحياء في حينها رفقا
فأفسدت دنياي وديني سفاهةً ... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى
فيا ليت شعري بعد موتي ما ألقى ... إلى نعمةٍ لله أم ناره ألقى
ولي المعتضد الخلافة لعشر بقين من رجب سنة تسع وسبعين ومئتين. وتوفي لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومئتين. فكانت خلافته تسع سنين وتسعة أشهر ويومين. وله من السن خمس وأربعون وعشرة أشهر وأيام.
وكان أسمر نحيف الجسم معتدل الخلق، قد وخطه الشيب، في مقدم لحيته طول.
قال صافي الحرمي: لما مات المعتضد بالله كفنته في ثوبين قوهي، قيمتها ستة عشر قيراطاً.
وأم المعتضد أم ولد يقال لها ضرار، وقيل خفير، ماتت قبل خلافته بيسير، ومولده سنة ثلاث وأربعين ومئتين.
ولما مات بويع ابنه محمد المكتفي بالله بن المعتضد بالله.
[أحمد بن طولون أبو العباس الأمير]
ولد بسامراء، وولي إمرة دمشق والثغور والعواصم ومصر مدة.
حدث الحافظ ابن عساكر بسنده عن بعض مشايخ المصريين
أن أحمد المعروف بابن طولون، ذكروا أن طولون تبناه، وأنه لم يكن ابنه وأنه كان ظاهر النجابة من صغره. وكان له بأهل الحاجات عناية. وكان أبداً يسأله فيهم، فيعجب