ابن عمرو بن عمرو بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي الزبيري
ولي الشرطة بدمشق في إمارة العباس بن محمد الهاشمي، ثم دعاه أبو البختري وهب بن وهب إلى ولاية شرطة المدينة، ووهب بن وهب إذ ذاك يليها لهارون، فأبى ذلك عليه، فحلف وهب ليضربنه وليسجننه، ثم لا يرسله ما دام له سلطان، فقبل عمله، وأعطاه أبو البختري مئة دينار، وذلك بعد صلاة العصر، فانصرف سعيد بن عمرو إلى منزله، ومعه رسول أبي البختري بالمئة دينار، فلما صار إلى منزله قال له الرسول: خذ هذه الدنانير. قال: ضعها في تلك الكوة، فلما أصبح سعيد جلس في الرحبة، وأرسل إلى من يليه من فقهاء المدينة، وهم: أبو زيد محمد بن زيد الأنصاري، ومطرف بن عبد الله اليسارى، وعبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ابن بنت الماجشون، فقال لهم: رزقني الأمير ثلاثين ديناراً، فأنا أقسمها بينكم، لكل رجل عشرة دنانير، وقد استخلفتك يا أبا زيد. فقال أبو زيد: إن عشرة دنانير لمستزاد لها، ولكني ضعيف عن أن أخلفك. وقال لعبد الملك: وأما أنت فقد استكتبتك فقال له عبد الملك: إن عشرة دنانير لكل شهر لمرغوبٌ فيها، ولكني ضعيف البصر، ولا يكون الكاتب ضعيف البصر. قال: وأما أنت يا مطرف فقد استعملتك على الطواف. وكان مطرف ضيقاً فقال: والله لو استعملتني على عملك ما قبلته، فكيف أعمل لك على الطواف؟ فقال: ما أنا بتارككم ولا معفيكم إلا أن أعفى من ولاية الشرط. فدخلوا على أبي البختري، فذكروا ذلك له، فلما جاءه كلمه في تركهم، فقال له سعيد: ليس لك أن تكرهني، وتمنعني من إكراههم، فقال له: ننظر في أمرك، ولا تعجل: فحلف له سعيد، فاجتهد أن لا يعمل له إلا أن يدعه يكره على العمل من رأى. فقال له: ضع سيفنا. فوضع السيف، وانصرف إلى منزله، وألحقه أبو البختري رسولاً فقال له: اردد مئة الدينار. فقال للرسول: أين كنت وضعتها؟ قال: في تلك