بنت عمه. وهو بغدادي حافظ. قدم مصر وحدث بها وخرج منها، فأصيب سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة.
[أحمد بن الحسن أبو بكر الأحنف]
البغدادي الصوفي قدم دمشق وحكى عن الجنيد وأبي بكر الشبلي وغيرهما.
قال: سمعت أبا جعفر الصفار الواعظ ببغداد يقول: مررت براهب سائح فقلت له: بمعبودك إلا وقفت، فوقف فقلت له: ما معك طعام ولا شراب؟ فقال: لا، أنا رجل قد دفعت بتقربي أوقاتي وقتاً بعد وقت، فلا أحب يمر عني وقت لا أدري من أنا فيه، فقلت: ما هذا الذي معك؟ قال: حصىً قلت: إيش تعمل به؟ قال: هذا حصى أسود وحصى أبيض، فإذا عملت حسنة طرحت من الحصى الأبيض على الحصى الأسود وإن عملت سيئة طرحت من الحصى الأسود في الأبيض، فإذا كان عند إفطاري عددت السواد والبياض، فإن زاد السواد على البياض فليس فيها إفطار إلى مثلها، وإن كان البياض زائداً على السواد فطرت. قال: فلطمته، فقال: ويحك، لم تلطمني؟ وأنت ممن يرى القصاص، وأما أنا فمذهبي لو لطمت هذا الخد لأدرت لك هذا الخد، فقلت: أنت كافر تقول: دفعت إلى تقربي أوقاتي، وتقول: لا أحب أن يمضي لي وقت لا أدري من أنا فيه. قال: تقول لي يا كافر فأنت مؤمن حقاً؟ فقلت: نعم. فقال: أتأمنه أن يجعلك أنا ويجعلني أنت. قال: فخصمني.
وقال: سمعت أبا جعفر الصفار أيضاً ببغداد يقول: صحت براهب: يا راهب. فناداني: لا تشغلني. فقلت: بمعبودك عرفني ايش شغلك؟ فقال: كتب إلي بعض إخواني أنه قرأ في بعض الكتب أن الأرض الواسعة لتضيق على البعوضة بسخط الله، فقد أعملت فكري في الأرض وسعتها والبعوضة وصغرها فكيف ضاقت عليها بسخط الله، فلا تشغلني.