ولا تردن أتياً. فقال الحجام، قد أتى علي خمسون سنة لم أقاتل في الهرب. يعني: في الحرب. أتى أبو علقمة أبا زلازل الحذاء فقال: يا حذاء احذ لي هذا النعل. فقال: وكيف تريد أن أحذوها لك؟ قال: خصر نطاقها، وغضف معقبها، وأقب مقدمها، وعرج ونية الذؤابة بخزم دون بلوغ الرصاف وأنحل مخازمها، وأوشك في العمل. فقام أبو زلازل فتأبط متاعه، فقال أبو علقمة: إلى أين؟ قال: إلى ابن القرية ليفسر لي كلامك.
[أبو علقمة أو أبو علي البيروتي]
قال أبو علي البيروتي: شارط إبراهيم رجلاً على شيء يعمل في الأرض، فعمل أياماً، وأتاه صاحب الأرض فقال: أفسدت علي أرضي. قال إبراهيم: ما أفسدت عليك أكثر أم كرائي؟ قال: الكراء. قال: فأطرح لك من الكراء بقدر