وكان عيسى قد ولاه بغا الكبير فلسطين والأردن سنة اثنتين وخمسين ومئتين؛ وفي سنة خمسٍ وخمسين ومئتين؛ وفي سنة خمسس وخمسين ومئتين أظهر عيسى الخلاف وأخذ مال الشام.
قصد بعض الظرفاء عيسى بن الشيخ بآمد فأنشده: من الوافر
رأيتك في المنام خلعت خزاً ... علي بنفسجاً وقضيت ديني
فعجل لي فداك أبي وأمي ... مقالاً في المنام رأته عيني
فقال: يا غلام اعرض كل ما في الخزائن من الخز، فعرضه فوجد فيه سبعين شقةً بنفسجية، فدفعها إليه وقال: كم ديناك؟ قال: عشرة آلاف درهم. فدفع إليه عشرة آلاف قضى بها دينه، وعشرة آلاف درهم أخرى عدةً له، ثم قال لا تعاود ترى مناماً آخر.
[عيسى بن طلحة بن عبيد الله]
ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب أبو محمد القرشي التيمي المدني كان من حلماء قريش، ووفد على معاوية.
حدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: وقف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى للناس يسألونه، فجاء رجلٌ فقال: يا رسول الله، لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: اذبح ولا حرج. وجاءه رجلٌ آخر فقال: يا رسول الله، لم أشعر فنخرت قبل أن أرمي. فقال: ارم ولا حرج. قال: فما سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: افعل ولا حرج.
قال يحيى بن طلحة: حدثني عمي عيسى بن طلحة قال: كنت معه في سفر فصليت بعد ما صلى هو، فلم يزد على ركعتين، فقال له رجلٌ من قريش: يا أبا محمد! مالي أراك تركت ابن أخيك يصلي ولم تصل أنت إلا ركعتين؟ قال: