قال أبو سنان: كنت في نفرٍ عند عمر بن عبد العزيز، فأتى بطعامٍ من هذه الحبوب، ثم أتى بطبق من تمر فقال للجاري: من أين هذا التمر؟ فذهبت الجارية إلى فاطمة فسألتها من أين هذا التمر؟ قالت بعث إلينا من أرضنا بالمدينة، فإن شئت فكل وإن شئت فدع. فسألوا جاريته قالوا: ما طعامه؟ قالت: نحو ما ترون.
قال أبو سنان: بعث معي عمارة بن نسي إلى عمر بسلتين من رطب، أول ما جاء الرطب، فأتيته بهما فقال: على ما جئت بهما؟ قلت على دواب البريد، قال: فاذهب فبعهما، فذهبت فبعتهما بثلاثة عشر درهماً، فاشتراهما مني رجلٌ من بني مروان، فأهدهما إلى عمر، فلما أتي بهما قال: يا أبا سنان كأنهما السلتان اللتان أتينا بهما! قال: نعم، قال: فوضع إحداهما بين أيدينا فأكلنا منها وبعث بالأخرى إلى امرأته وألقى ثمنها في بيت المال.
٢٩ - عيسى بن الشيخ بن السليل بن ضبيس من بني جاس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة أبو موسى الشيباني الذهلي المتغلب على إمرة دمشق في أيام المهتدي بالله وأول أيام المعتمد، إلى أن وجه المعتمد أماجور التركي أميراً على دمشق فانهزم عيسى إلى بلاد أرمينية، واستولى أماجور على البلد في سنة سبعٍ وخمسين ومئتين.
قال عيسى بن شيخ: قال المأمون: دخول الحمام بالغدوات دخول الملوك، ودخوله وقت الظهر دخول التجار، ودخوله بعد العصر دخول السفل، ودخوله في السحر دخول العيارين والطرارين.