أبو محمد حدث عن زيد بن يحيى بن عبيد الأوزاعي قال: مر ميسرة بن حلبس بمقابر باب توما، وكان يسكن المصيصة، وقائده يقوده وكان مكفوفاً - حتى إذا صار إلى مقبرة باب توما، قال له قائده: هذه المقبرة، فقال: السلام عليكم أهل القبور، أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، فرحمنا الله وإياكم، وغفر لنا ولكم. فكأن قد صرتم إلى ما صرتم إليه، فرد الله الروح في رجل منهم فأجابه، فقال: طوبى لكم يا أهل الدينا، حين تحجون في الشهر أربع مرات. قال: وإلى أين يرحمك الله؟ قال: إلى الجمعة، أفما تعلمون أنها حجة مبرورة متقبلة؟ قال: ما خير ما قدمتم؟ قال: الاستغفار يا أهل الدنيا. قال: ما يمنعك أن ترد السلام؟ قال: يا أهل الدنيا، السلام والحساب قد رفعت عنا فلا في حسنة تزيد، ولا من سيئة تنقص. غلقت زهوتنا يا أهل الدنيا.
[عبد الرحمن بن المغاز بن ربيعة الجرشي]
من أهل دمشق.
حدث عن عمرو بن مرة الجهني صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: لتخرجن راية سوداء من خراسان، حتى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين بيت لهيا وحرستا. قال عبد الرحمن: فقلنا: والله، ما بين هاتين القريتين زيتونة قائمة! فقال عمرو بن مرة: إنه ستنصب فيما بينهما، حى يجيء أهل تلك الراية فينزلون تحتها، ويربطون خيولهم بها. والله أعلم.