وفد على عبد الملك بن مروان مع أبيه أنس بن مالك، وقال: قدم أبي من الشام وافداً، وأنا معه، فلقينا محمود بن الربيع، فحدث أبي حديثاً عن عتبان بن مالك، فقال أبي: يا بني، احفظ هذا الحديث؛ فإنه من كنوز الحديث. فلما قفلنا انصرفنا إلى المدينة، فسألنا عنه، فإذا هو حي، وإذا شيخ أعمى، فسألناه عن الحديث، فقال: نعم، ذهب بصري على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فذكر حديث مالك بن الدخشم.
حدث حفص بن أخي أنس، عن أنس قال: انطلق أبي في أربعين رجلاً من الأنصار حتى أتى بها عبد الملك بن مروان، ففرض لنا. فلما رجع رجعنا، حتى إذا كنا بفج صلى بنا الظهر صلاة السفر ركعتين، وسلم، فدخل فسطاطه، فقام القوم يضيفون إلى ركعتيه ركعتين آخرتين، فنظر إليهم، فقال لابنه أبي بكر: ما يصنع هؤلاء القوم؟ قال: يضيفون إلى ركعتنا ركعتين آخرتين، فقال: قبح الله الوجوه، ما قبلت الرخصة، ولا أصابت السنة؛ أشهد أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن قوماً يتعمقون في الدين، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.