ترديها. قال: فصرخت صرخة، ثم قالت: سبحان من صان عليك جوارحك فلم تقطع، وسبحان من أمسك عليك قلبك فلم يتصدع. ثم سقطت مغشياً عليها.
قال ابن أبي الحواري: كانت عندنا جارية من المتعبدات، فقلنا: اخرجي فانظري ما قصة هذه المرأة. فخرجت، فإذا هي قد فارقت الدنيا، وإذا في جيبها رقعة فيها مكتوب: كفنوني في أثوابي، فإن يك لي عند ربي خير فسيبدلني ما هو خير منها، وإن يك غير ذلك فبعداً لنفسي وسحقاً.
قال ابن أبي الحواري: وإذا قوم قد أحاطوا بالجارية، فقلت لبعضهم: ما قصة هذه الجارية؟ فقالوا: هذه جارية كان يظهر بها شيء نظن أنها مصابة بعقلها، وكان الذي بها يمنعها من المطعم والمشرب وكانت تشكو إلينا وجعاً بجوفها، فكنا نعرض عليها الأطباء، فكانت تقول: أريد متطبباً أشكو إليه بعض ما أجد من دائي عسى أن يكون عنده شفائي.
[امرأة متعبدة]
قال أبو علي الحسن بن حبيب الإمام: كان في باب الجابية امرأة من المتعبدات فلما جاء ابن رائق وأحرق البلد، كان الحريق في بيتها يعمل وهي قائمة تصلي. فجاء إليها زوجها فقال: قد أكربتيني بصلاتك هذه، إن كان ولا بد فادعي عليهم. فقالت: يا هذا، كيف يجوز لي أن أدعو على قوم ألحقوني بدرجة الفقراء؟!
[عجوز]
حكى عنها أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري قال: لقيتني عجوز على رأس زقاق عطاف، فقالت: يا شيخ، أنشد فيك وفي عصاك بيتين من الشعر؟ فقال: نعم. فقالت: من البسيط