أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي الداني النحوي قدم دمشق سنة أربع وخمس مئة، وأقام بها مدة، وكان يقرئ النحو، وكان شديد الوسواس في الوضوء.
قال المصنف: بلغني أنه كان لا يستعمل من ماء ثورة ما يخرج من تحت الربوة لأجل السقاية التي بالربوة، وخرج إلى بغداد، فأقام بها إلى أن مات، وبلغني أنه كان يبقى الأيام لا يصلي لأنه لم يكن يتهيأ له الوضوء على الوجه الذي يريده، فقد رأيته، وأنا صغير، ولم أسمع منه شيئاً.
توفي أبو عبد الله النحوي سنة تسع عشرة وخمس مئة.
[محمد بن طغج بن جف]
أبو بكر الفرغاني المعروف بالإخشيد ولي دمشق في خلافة المقتدر سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. وولي مصر من قبل القاهر في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، فكانت ولايته على دمشق اثنين وثلاثين يوماً، دعي له بها، ولم يدخلها هذه المرة. ثم وليها مرة أخرى من قبل الراضي في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة ودخلها.
قال ابن ماكولا: أما جف بضم الجيم، فهو الإخشيد محمد بن طغج بن جف الفرغاني أمير مصر. روى عن عمه ...