كان ليبكي حتى أرى دموعه قد بلت الورق، فقلت له: هل سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شيء؟ فقال: يا أبا راشد وهل تركت شيئاً إلا وقد سألت عنه حتى عن وسخ الأظفار، قال: فقلت: فماذا قال لك؟ قال: ما رابك فألقه، وما كان سوى ذلك فدعه.
[واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل]
أبو الخطاب، ويقال: أبو الأسقع، ويقال: أبو شداد ويقال: أبو قرصافة الليثي صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل الصفة.
شهد فتح دمشق، وسكنها إلى أن توفي بها.
حدث وائلة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ".
قال واثلة: لما نزل خالد بن الوليد مرج الصفر ركبت فرسي حتى انتهيت إلى باب الجابية، فخرجت خيل عظيمة، فأمهلتها حتى إذا كانت بيني وبين دير ابن أبي أوفى حملت عليهم من خلفهم، وكررت، فظنوا أنهم قد أحيط بمدينتهم، فانصرفوا راجعين، وشددت على عظيمهم، فدعسته بالرمح، فوقع، فضربت يدي إلى برذونه، فأخذت بلجامه، فركضت. فلما رأوني وحدي أقبلوا علي، فالتفت فإذا رجل قد بدر بين أيديهم، فرميت بالعنان على قربوس السرج، ثم عطفت عليه، فدعسته بالرمح، فقتلته، ثم عدت إلى البرذون، فاتبعوني، ثم كتلك حتى واليت بين ثلاثة، فلما رأوا ما أصنع انطلقوا راجعين.