قدم عشرة رهط من بني أسد، فيهم وابصة بن معبد الأسدي على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلموا في سنة تسع.
وعن وابصة قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أريد ألا أدع شيئاً من البر والإثم إلا سألته عنه، فجعلت أتخطى الناس، فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: دعوني أدنو منه، فإنه من أحب الناس إلي أن أدنو منه، فقال: ادن يا وابصة، ادن يا وابصة، فدنوت حتى مست ركبتي ركبته، فقال: يا وابصة، أخبرك بما جئت تسألني، جئت تسألني عن البر والإثم، قلت: نعم، قال: فجمع أصابعه، وجعل ينكت بها في صدري، وقال:" يا وابصة، استفت قلبك، استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب، واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك ".
وفي رواية عنه:" البر ما انشرح له صدرك ".
ال هلال بن يساف: قدمت الرقة، فقال بعض أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقلت: غنيمة، فدفعنا إلى وابصة بن معبد فقلت لصاحبي أو لأصحابي: نبدأ فننظر إلى دله، فإذا عليه قلنسوة لاطية ذات أذنين وبرنس خز أغبر، وإذا هو قائم يصلي، يعتمد على عصاً في صلاته.
فقلنا له بعد أن سلمنا عليه: ما دعاك إلى العصا؟ قال: حدثتني أم قيس بنت نحصن أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أسن وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه.
قال أبو رشد الأزدي: كنت آتي وابصة بن معبد، وقلما أتيته إلا أصبت المصحف موضوعاً بين يديه، ثم إن