النهار طال علي، فذكرت من أتحدث إليه، فذكرتك، فجرى بيني وبينه الحديث حتى أنشأ يحدثني عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن فتنةً مظلمة أو مطلمة جائية، المضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الراكب، والراكب فيها خير من المجري "، قلت: متى ذاك يا بن مسعود؟ فقال: تلك أيام الهرج حين لا يأمن الرجل جليسه، قلت: ما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تكف لسانك، وتكون حلساً من أحلاس بيتك.
قال: فلما قتل عثمان طار قلبي مطاراً، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك الأسدي، فحدثني أو قال: فحدثت بحديث عبد الله بن مسعود فقال لي خريم: الله الذي لا إله إلا هو، لأنت سمعت من عبد الله؟ قلت: الله الذي لا إله إلا هو، لأنا سمعته من عبد الله، قال: فحلف لي خريم لسمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما هو حدثك عبد الله.
قال: فكنت على خريم أجرأ مني على عبد الله، فاستحلفته ثلاثاً بالله الذي لا إله إلا هو، لسمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما حدثنيه عبد الله.
وفي حديث آخر بمعناه: قلت: بم تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال:" كف يدك ونفسك، وادخل دارك "، قلت: يا رسول الله أرأيت إن دخل علي داري؟ قال:" ادخل بيتك "، قلت: أرأيت إن دخل علي بيتي؟ قال:" ادخل مسجدك، فقل هكذا، وقبض بيمينه على الكوع، وقل: ربي الله، حتى تموت ".