على ما عليا عليه؛ فسارا فجمعا جموعهما ثم سارا بهم حتى قدما بلاد أهل فارس، وكان أول من قدم أرض فارس لقتال أهل فارس هما حرملة وسلمى، فقدما المثنى ومذعوراً في أربعة آلاف من بكر بن وائل وعنزة وضبيعة، فنزل أحدهما بخفان ونزل الآخر بالنمارق، وعلى فرج الفرس مما يليهما شهربراز بن نيدا، فنتقا شهربراز وغلبا على فرات بادقلى إلى السيلحين، واتصل ما غلبا عليه وما غلب عليه سلمى وحرملة؛ وفي ذلكيقول مذعور بن عدي:" من الطويل "
غلبنا على خفان بيداً وشيحة ... إلى النخلات السحق فوق النمارق
وإنا لنرجو أن تجول خيولنا ... بشاطي الفرات بالسيوف البوارق
[مذكور العذري]
رجل له صحبة، شهد مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة دومة الجندل، وكان دليله إليها.
عن محمد بن عمر الوافدي بسنده، قال: أراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدنو إلى أرض الشام، وقيل له: إنها طرف من أفواه الشام، فلو دنوت لها كان ذلك مما يفزع قيصر، وقد ذكر له أن بدومة الجندل جمعاً كثيراً وأنهم يظلمون من مر بهم من الضافطة، وكان بها سوق عظيم وتجار، وضوى إليهم قوم من العرب كثير وهم يريدون أن يدنو من المدينة، فندب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس، فخرج من الجم من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، وعه دليل له من بني عذرة يقال