أبو بكر الأسدي الكوفي المقرىء صاحب القراءة المعروفة حدّث عاصم عن زِرّ قال: سألت أُبيّ بن كعب عن ليلة القدر فحلف لا يستثني إنها ليلة سبع وعشرين. فقلت: لم تقول ذلك أبا المنذر؟ قال: بالآية أو بالعلامة التي قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنها تصبح من ذلك اليوم: تطلع الشمس، وليس لها شعاع.
وعن عاصم عن زِرّ قال: أتيت صفوان بن عسّال المرادي فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: جئت ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يطلب. قلت: حكّ في نفسي أو في صدري مسحٌ على الخفين بعد الغائط والبول، فهل سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك شيئاً؟ قال: نعم. كان يأمرنا إذا كنا سَفْراً أو مسافرين ألا تنزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة. ولكن من غائط أو بول أو نوم. قلت: هل سمعته يذكر الهوى؟ قال: نعم، بينا نحن معه في مسيرٍ إذ ناداه أعرابي بصوت له جَهْوَريّ قالِ: يا محمد، فأجابه على نحوٍ من كلامه: هاه، قال: أرأيت رجلاً أحبَّ قوماً ولما يلحق بهم؟ قال:" المرء مع مَن أحبّ ". ولم يزل يحدثنا أنّ من قِبَل المغرب باباً يفتح الله للتوبة، مسيرة عرضه أربعون سنة، فلا يُغلق حتى تطلع الشمس من قِبَله. وذلك قوله:" يَوْمَ يَأْتِيْ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيْمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنْتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيْ إِيْمَانِهَا خَيْراً ".
وعن عاصم بن بهدلة قال:
دخلت على عمر بن عبد العزيز، فإذا ثيابه غسيلة، فقوَّمت كلّ شيء كان عليه ستين درهماً، عِمامته وغيرها. قال: ورجل يكلمه قد رفع صوته، فقال عمر: مَهْ، بحسب المرء المسلم من الكلام ما يُسمع صاحبه.