للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية كان معه سفيان بن الأبرد الكلبي وحميد بن حريث بن بحدل الكلبي، فرأى بعض أبواب القسطنطينية لا يغلق ليلاً ولا نهاراً فسأل في ذلك فقيل له: إنما تركته الروم مفتوحاً لعزهم في أنفسهم وأنهم لا يخافون أحداً يدخل عليه منه، فقال: إن أصبحت صالحاً ليغلقنه أو لأدخلن عليهم منه، وقال لسفيان وحميد؛ شدّا لي إذا شددت من ظهري، فلما أصبح شد بينهما قاصداً الباب فشد بطريق من بطارقة الروم على سفيان فطعنه فصرعه، وشد حميد على البطريق فطعنه فخر ميتاً، واتبع يزيد حتى إذا قرب من الباب أغلقته الروم فطعنه يزيد. وقد قيل: أن حميداَ كان الطاعن ثم انصرفا، فقال يزيد: خالي خالي يعني سفيان. فلما انتهى إليه نزل فوضع رأسه في حجره وقال: علي بالمتطبب فأتي به فنظر إلى الطعنة التي بسفيان فقال: ابغوني شحماً فأبطئ به عليه فقال: شقوا بطن البطريق فأخرجوا من شحمه ففعل ذلك وأتى بشيء من شحم بطنه، فأدخله في طعنة سفيان ثم خاطها فبرأ سفيان ولم يولد له. قيل إن سفيان بن الأبرد مات في أيام عبد الملك بن مروان سنة أربع وثمانين، أو سنة خمس وثمانين.

[سفيان بن سلمون السفياني]

حدث أبو معاوية قال: حدَّثنا سفيان بن سلمون السفياني الدمشقي قال: حدَّثنا زهير بن عباد عن شريك بن خماشة.

أنه ذهب يستقي من جب سليمان النبي في مسجد بيت المقدس، فانقطع دلوه، فنزل في الجب فبينا هو يطلبه في نواحي الجب إذ هو بشجرة، فتناول ورقة من الشجرة فأخرجها معه، فإذ هي ليست من ورق شجر الدنيا، فأتى بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أشهد إن هذا لهو الحق. سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يدخل رجل من هذه الأمة الجنة قبل موته " فجعلوا الورقة بين دفتي المصحف. هكذا روي عن ابن خماشة: بالميم والخاء، قال: والصواب حباشة، بالحاء والباء

<<  <  ج: ص:  >  >>