قال عبد العزيز بن عمران: قيل لأبي سفيان بن حرب: ما بلغ بك من الشرف ما نرى؟! قال: ما خاصمت رجلاً إلا جعلت للصلح بيني وبينه موضعاً، أو قال: موعداً.
وعن عائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رضي الله عنها أن هنداً أم معاوية قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يدري. فقالت: هل علي في ذلك من شيء؟ قال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف.
وعن سعيد قال: قال عمر بن الخطاب لأبي سفيان بن حرب: لا أحبك أبداً، رب ليلة غممتَ فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أنس أن أبا سفيان بن حرب دخل على عثمان بعدما عمي فقال: ها هنا أحد؟ قالوا: لا، قال: اللهم، اجعل الأمر أمر جاهلية، والملك ملك عاصبية، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية.
توفي أبو سفيان سنة إحدى وثلاثين. وقيل: في سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقيل: سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان.
[صدقة بن أحمد بن عبد العزيز]
أبو القاسم الألهاني البزاز حدث عن أبي خازم محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي بسنده عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب الناس فقال: إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاخترا ذلك العبد ما عند الله. فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه، أن خبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عبد خُيِّر. فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا به. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّ أحَنْ الناس علي في صحبته