قال هشام بن عروة سمعت عبد الله بن الزبير يقول: كان والله - يعني معاوية - كما قالت بنت رقيقة:" من الهزج "
ألا ابكيه ألا ابكيه ... ألا كل الفتى فيه
وقيل رقيقة هي أم مخرمة بن نوفل صاحبة الرؤيا في استسقاء عبد المطلب بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[أنيسة بنت معبد المغني]
ومعبد مولى ابن قطن.
يقال لها: عروس القيان.
خرجت مع أبيها معبد وأخيها كردم إلى يزيد بن عبد الملك فأقاموا بالشام حياة يزيد كلها، ثم رجعوا إلى المدينة طول أيام هشام، فلما ولي الوليد بن يزيد استحضرهم فخرجوا إليه، ولم يزالوا مقيمين في عسكره حتى مات معبد، فخرج الوليد بن يزيد وأخوه الغمر متبذلين يحملان مقدم جنازته.
اصطبح الوليد بن يزيد يوماً وعنده أنيسه بنت معبد وأخوها كردم وشهدة جاريته.
فقال لأنيسة: أتعرفين صوتاً كان أبي يقترحه على أبيك فيه ذكر لبابة؟ فقالت: نعم.
وغنته:" من الكامل "
ودع لبابة قبل أن تترحلا ... واسأل فإن قلاله أن تسألا
إلبث لعمرك ساعةً وتأنها ... فلعل ما بخلت به أن يبذلا
حتى إذا ما الليل جن ظلامة ... ورجوت غفلة حارسٍ أن يغفلا
خرجت تأطر في الثياب كأنها ... أيم يسيب على كثيبٍ أهيلا
فطرب الوليد وقال: هو هو واصطبح عليه يومه، ووالى الشرب سبعة أيام فأمر فيها في كل يوم لأنيسة بألف دينار، ثم أمر أن تجهز بذلك وتزوج رجلاً شريفاً موسراً، فزوجها رجلاً من وجوه أصحابه من تنوخ.