وحدث في جامعها سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة، وفي هذه كان مسيره من البلد، قال: رأيت في بلاد جيلان في سنة ثلاثين وأربع مئة رجلاً عيناه في وسط رأسه، وما كان في موضع عينيه إلا شامة بين السواد والبياض.
وحدث في هذه السنة أيضاً قال: كنت ببلاد ديلمان، وأكثرهم رافضي، وكنت أصلي فيها منفرداً، مرسلاً اليدين على وفق مذاهبهم خوفاً منهم، وهؤلاء يقولون بخلق القرآن.
ففارقت ديارهم، ودخلت إلى بلدة تعرف ببلدة كوتم، وصليت الظهر بالجماعة بجنب شاب، فلما فرغت من الصلاة قلت: الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين، فقال: وما ذاك؟ فقلت: كنت ببلاد ديلمان، وما كنت أصلي بالجماعة، والساعة قد دخلت بلاد أهل السنة فشكرت الله تعالى عليه.
فسألني وقال: أيش تقول في هذا الجدار أقديم هو أم مخلوق؟ فقلت: إنه مخلوق.
فقال لي: أتقول إن القرآن مخلوق؟ فقلت: لا، بل أقول: إن القرآن كلام الله قديم، ومن قال: إنه مخلوق فهو كافر بالله. فقال: أما ترى كتب على الجدار: " إن الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون "؟ فقال: ما أرى على الجدار أكثر من السواد والبياض والجصّ، وهذا كله مخلوق.