ويقال: ابن الخطاب ابن بنت واثلة بن الأسقع حدث عن أبيه عن جده واثلة بن الأسقع قال: حضر رمضان ونحن في أهل الصفة، فصمنا، فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل من أهل السعة، فأخذه فانطلق به فعشاه، فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد، وأصبحنا صياماً، ثم أتت علينا القابلة فلم يأتنا أحد: فانطلقنا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرناه بالذي كان من أمرنا، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها: هل عندها شيء؟ فما بقيت امرأة منهن إلا أرسلت بقسم ما فيها ما يأكل ذو كبد، فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجتمعوا، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:" اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك، فإنهما بيدك لا يملكهما أحد غيرك " فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن، فإذا شاة مصلية ورغيف، فأمر بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوضعت بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إنا سألنا الله من فضله ورحمته، فهذا فضله وقد ذخر لنا عنده رحمته ".
[وادع بن ذوللة الكلبي]
شاعر فارس، شهد يوم المرج مع مروان بن الحكم، ووفد على الحجاج بن يوسف، وكانت عينه أصيبت يوم المرج، فقال له الحجاج: ما الشجاعة؟ قال: غرائز يجعلها الله في الناس، قد تجد الرجل شجاعاً لا رأي له، فتلك الشجاعة الضارة لصاحبها، لأنها تقدم به في حال لا إقدام، وتحجم به في وقت لا إحجام، فيهلك ويهلك، وقد تكون الشجاعة نافعة لصاحبها إذا أقدمت به في حين الإقدام وأحجمت به في حين الإحجام، والله لقد رأيتني يوم مرج راهط وإن همام بن قبيصة النميري لواقف وقد انقض عنه أصحابه، وإنه من شجاعته لواقف لا يدري ما يصنع، ولو فر لكان الفرار يمكنه، ولكن حمي أنفاً، فحمل علي وحملت عليه، فبادرته بضربة على عاتقه