دخل على عبد الملك بن مروان وهو يتغدى فقال: هلم إلى الغداء. فقال: ما في فضل. فقال عبد الملك: ما أقبح بالرجل أن يأكل حتى لا يكون به فضل. فقال: يا أمير المؤمنين، عندي مستزاد ولكني أكره أن أصير إلى الحالة التي استقبح أمير المؤمنين.
[رجل أعرابي]
دخل على عبد الملك بن مروان وهو يأكل الفالوذج فقال: يا بن عم، ادن فكل من هذا الفالوذج، فإنه يزيد في الدماغ. قال: لو كان كما يقول أمير المؤمنين كان رأسه مثل رأس البغل.
[رجل]
وعظ عبد الملك بن مروان. قال له عبد الملك: تكلم. قال: بم أتكلم وقد علمت أن كل كلام يتكلم به المتكلم عليه إلا ما كان لله؟ فبكى عبد الملك ثم قال: لم يزل الناس يتوعظون ويتواصون. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، إن للناس في القيامة جولة، لا ينجو من غصص مرارتها ومعاينة الردى فيها إلا من أرضى الله بسخط نفسه. فبكى عبد الملك وقال: لا جرم، لأجعلن هذه الكلمات مثالاً نصب عيني ما عشت.
[رجل]
من شعراء البادية عشق ابنة عمه وأمل أن يتزوجها، فأصابتهم حطمة أفسدت المال وغيرت الحال، في خلافة عبد الملك بن مروان فارتحل أهلها إلى بعض مدائن الشام وكثر خطاب الجارية، وبذل لها الرغائب، فبلغ ذلك الأعرابي، فأقبل على