وأخذ الحسين البيعة على جميع من حضره للمأمون بالخلافة، فبايعوا له، وطلبوا الحسين بوضع العطاء وإخراج الأموال، ولم يكن معه مالٌ فوعدهم ومناهم، ودافعهم فشغبوا عليه، وأخرجوا محمداً من محبسه فأعادوه إلى مجلسه وبايعوه بيعةً مجددةً سنة ست وتسعين، وقيل: سنة ثمانٍ وتسعين ومئة؛ وكان طويلاً جميلاً، حسن الوجه، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، أشعر سبطه، صغير العينين، به أثر جدري.
[محمد المعتصم بن هارون الرشيد]
ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور أبو إسحاق الهاشمي بويع له بالخلافة بعد أخيه المأمون بعهدٍ منه، قدم دمشق عدة دفعات مع أخيه المأمون، ووحده قبل الخلافة، ثم قدمها في خلافته.
حدث هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد، فذكر قوماً بسوء السير، فقلت له: أيها الأمير إن الله تعالى أمهلهم فطغوا وحلم عنهم فبغوا؛ فقال: حدثني أبي الرشيد، عن جدي المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه؛ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر إلى قومٍ من بني فلان يتبخترون في مشيهم، فعرف الغضب في وجهه، ثم قرأ:" والشجرة الملعونة في القرآن " فقيل له: أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتنبها؟ فقال:" ليست بشجرة نباتٍ، إنما هم بنو فلان، إذا ملكوا جاروا وإذا ائتمنوا خانوا " ثم ضرب بيده على ظهر العباس، قال:" فيخرج الله من ظهرك يا عم رجلاً يكون هلاكهم علي يديه ". قال: هذا حديثٌ منكر.
وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ليكونن من ولده يعني العباس بن عبد المطلب ملوكٌ يلون أمر أمتي يعز الله بهم الدين ".