الإسلام، وخلع الأنداد والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل وأكنافها: إن لنا الضاحية من الضحل والبور والمعامي، وأغفال الأرض، والحلقة والسلاح، والحافر، والحصن، ولكم الضامنة من النخل، والمعين من المعمور بعد الخمس، لا تعدل سارحتكم، ولا تعد فاردتكم، ولا يحظر عليكم النبات، ولا يؤخذ منكم إلا عشر البتات، تقيمون الصلاة لوقتها، وتؤتون الزكاة بحقها، عليكم بذلك العهد والميثاق، ولكم بذلك الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين.
الضحل: الذي فيه الماء القليل. والبور: ما ليس فيه زرع. والمعامي: ما ليست له حدود معلومة، والأغفال: مثله. ولا تعد فاردتكم: يعني ما لم تبلغ الأربعين. والحافر: الخيل. والمعين: الماء الظاهر. وقيل: الجاري. والضامنة من النخل: التي قد نبتت عروقها في الأرض، ولا يحظر عليكم النبات: لا تمنعون أن تزرعوه. ولا تعدل سارحتكم: لا تنحى عن الرعي. والنبات: النخل القديم الذي قد ضرب عروقه في الأرض ونبت. وكانت دومة وأيلة وتيماء خافوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أسلمت العرب.
[شيخ من دمشق]
كان ديدباناً يجلس على المنارة، فنظر ذات ليلة رؤيا هالته، كأنه نصب على ظهر قبة المسجد رمح فيه كتاب بين، ونصب فوق الرمح رمح فيه كتاب بين، ونصب فوق الرمح رمح وفيه كتاب بين، فإذا في الأول: إن المجرمين في سقر. وفي الثاني: طوبى لمن ابتلي فصبر. وفي الثالث: الملك لله من شاء نصر. فتاب ذلك الرجل توبة لم يكن يعرف بدمشق مثله.